وقفات مع آيات ...


وكذلك من سورة الرعد : الآية 34 / لهم عذابٌ فى الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق ومالهم من الله من واق*
وفى سورة هود: الآية 76: ياإبراهيم أعرض عن هذا إنّه قد جاء أمر ربّك إنّه قد جاء أمر ربّك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود*
فى تلك المواضع ذكر فيها حال وقوع العذاب أنّه لن يحول بين العبد وبين عذاب الله حائل ولن يصدّ عنه العذاب صادّ وفى هذه إشارةٌ هامّه لوجوب تعليق العبد قلبه بالله عزّ وجلّ فى كلّ حال .. فهو سبحانه وحده الذى إذا أراد أن يُعاقب لن يدفع عقابه أحد أياًّ كان ..حتّى وان كان خليل الرحمن - ابراهيم عليه السلام- اذ قال سبحانه بنداءٍ آسر : ياإبراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب غير مردود ..رغم مكانة ابراهيم خليل الرحمن عند الله عزّوجلّ .. رغم تلك الرحمه التى وضعها فى قلبه على قوم لوط ..!! فلا ريب أنّه بهم أرحم ولكــــنّ إذا جاء أمر الله من العذاب فلن يدفع عذابه سواه سبحانه جلّ فى علاه.فأفلح والله من خشى الله واتّقاه..حيث قال تعالى واصفاً حال أولى الألباب : والذين يصلون ماأمر الله به أن يُوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب) من سورة الرعد الآية *21*
إذا جاء امر الله من العذاب لن تنفع شفاعة أحد أبداً الا بعد مشيئة الله - من ذا الذى يشفع عنده الا بإذنه-
وقد ذكر فى كثيرٍ من سور القرآن حول هذا المعنى حين يأتى عذاب الله لن يدفعه دافع // كما ذكر فى سورة الطور : إنّ عذاب ربّك لواقع ماله من دافع* ....
فحريّ بالعبد أن يُصلح مابينه وبين الله عزّ وجل فغداً لن ينفعه إلاّ عمله وحريٌ بالعبد أن يُصلح توحيده من كل شائبه فكُلّ من توسّل بالنبي حياًّ أو ميّتاً توسّله باطل وكلّ من تعلّق قلبه بشفاعة النبي ليحظى بالنجاة يوم العرض فضيّع حقّ الله نقول لن تكون شفاعة خليل الرحمن محمد عليه الصلاة والسلام إلا بإذن الله....
والمُلاحظ أنّ كل سور القُرآن تحضّ العبد على أمرٍ هامّ : إصلاح توحيد العبد حتّى يكمل تعلّقه بربّه عزّ وجلّ فى جلب المنافع ودفع المضارّ ..
وقد ورد ذلك مُتنوّعاً فمرّةً بذكر قصّه ومرّة بذكر وعد ومرّةً بذكر وعيد فهذا هو أصل الدّين وبه يكمل إيمان العبد ويصحّ أمنه ويسلم دينه وتحسن خاتمته..
وقد وقفنا اليوم فقط على أمر الوعيد ومافيه من اشارةٍ هامّه فى أمر تصحيح توحيد العبد واكمال تعلقه بربّه عزّ وجلّ فلن ينفع أبٌ رحيم أو أمّ عطوف أو خليل مُحبّ أو زوجٌ كريم لن ينفع أحدٌ العبد أبداً إذا جاء عذاب الله ومن كمل تعلّقه بربّه فى الرّخاء فكان مُسارعاً لمرضاة الله منتهياً عن مساخطه باغياً وجهه ورضاه فسوف يصحّ تعلّقه بالله عن أي أحد عند ورود الشدّه والبلاء
فياعبد الله والله مالك غيرُ الله من أحدٍ وكُلّ ماحوْلك من العالمين سرابُ
فنسأل الله أن يدفع عنّا أسباب مساخطه وغضبه وأن يجعلنا من أوليائه وأن يُحيطنا بحفظه من العذاب اللهم آمين
0 التعليقات:
لا تنسى ان تترك تعليقا..فبكلمة طيبة منك او نصيحة مهذبة قد تغير مسار حياة كاملة