مطالبون بحقهم في حياة فضلى تضمن لهم عيشة كريمة
و من أعماقي أسمع صدى قلبي يردد ذات الكلمة
تصاحبه زفرات حارة تحرق مجراها داخلي
و تهزني بعنف قائلة في إنكسار
و نحن ألا يحق لنا ذلك؟؟
كثيرا ما أتخيل نفسي كما الطغاة اللذين يحرمون شعوبهم حق الحياة الهانئة
و المستقبل الآمن
فأراني أحرم قلبي من تلك النظرة المنتظرة لوجهك الكريم
و يظل هو عليّ متمردًا و بحقه في تلك اللذة مطالبا
والتي لا يخشى شيئا أشد من حرمانه منها
و إني رغم طغياني لأتسائل بدوري
ما العيب في التغيير؟؟
ما العيب في التغيير؟؟
ما العائق عنه؟؟
ما الحاجز بيني و بينه؟؟
ما الذي يطغيني و يؤخرني عن خطوة مباركة فيها خير الآخرة و الدنيا
و لأني أسرفت على نفسي
تحجب عني ظلمة المعصية نور البصيرة
و أظل متخبطة حائرة شاردة
أكاد أهيم على وجهي في كل ناحية أعلنها مسموعة
متى التغيير؟ و كيف التغيير؟ و ما العيب في التغيير؟
****
الآن -ربي- أشعر بذاتي تعاديني
تسألني أسئلة كثيرة أقف أمامها خجلة
ناكسة الرأس
دامعة القلب
حزينة
صراع دائر بيني و بينها لا ينتهي
أسمعها تطالبني بالتنازل عن أشياء يبدو أني أضعف من أن أستغني عنها
تحثني على أن أبذل ما لا في وسعي بذله
و أن أتخلى عما أرى أن الحياة لا لذة فيها بدونه
تظل تثير همتي و تستفز فطرتي
و لكن يبدو أنه لا همة لي و لا فطرة سليمة
و كأني أراها كما نهاية كل صراع
مهزومة مقهورة
و أصرخ فيها بأني لا أستطيع التنازل عن الدنيا و لذاتها
لا أستطيع معارضة هواي ولا مجابهة شيطاني
لا أستطيع كبت رغباتي و اللإلتفات عن لذاتي
و أمارس عليها ذاك الطغيان الذي يمارسه الآن علينا الظالمون
فأُرَّضيها قهرا بواقع لا يُرتضى
و بحلم أقل من أن يُرتجى
أما قلبي ذاك المسكين
أشعر وكأنه قد كرهني و تبرأ مني
و يتمنى- وهو في محبسه- لو أنه بين ضلوع أخرى
و تغذى بدم أخرى
دم يروم العلا و يحلم بالثريا
دم يثور من أخبار النجوم
و لكن و رغم رضاي بتلك اللذات الفانية
و تلك اللحظات العابرة
إلا أن ذاك الحنين الذي يراودهما كلما قرأنا عن أولئك العظام
الأعلام النبلاء
أصحاب الهمم
الذين سكنوا القمم
ذاك الحنين يقدد مضعجي و يكدر لذتي
و يؤلمني ذاك الأنين الذي يصدر منهما
معلنا حبه لهؤلاء و رغبته في صحبتهم و بذل الغالي لأجل رفقتهم
و انتهاج نهجهم
و السير على دربهم
فأعجب لحالي و حالهم
و أذكر يوم أن كنت على باطل
كانت نفسي تأخذ بي إلى تلبية رغبات قلبي و طموحاته
و تأتمر بأمر ذاتي و تنزل عن رغباتها
و حين صار الباطل حقا و صار الطموح حلم بالجنة
تشققت النفس و تخطفتها الصراعات الداخلية
و استغلها الشيطان فاعتلى عرشها و بدد كل وحدة في الصف
و أباد روح التعاون
بل و صيرها لي عدوا راغبا في سلب ملكي
حتى أني بت لاأدري
ملك من أنا؟
ملك حلمي أم ملك شيطاني أم ملك دنو نفسي و شهواتها
و بت لا أدري في صف من أنا؟
في صف غدي أم في صف أمسي؟
في صف إحيائي أم في صف إماتتي؟
في صف قلبي أم في صف رغباتي؟
في صف فطرتي أم في صف شهوتي؟
في صفك و جندك ربي أم في صف و جند الشيطان؟
كثيرا ما أصل إلى تلك النقطة ثم يتعبني الفكر
فلا أدري ماذا أفعل و لا ماذا أقول
فأقرر التوقف نهائيا
و لكن سرعان ما يعود الحنين إلى ذلك الحلم
و سرعان ما يعود الأنين و الحسرة لمَّا أرى حالي لا يبلغني إياه
و لو أنصفت لقلت
أني في صف ذاتي و قلبي و أتمنى حلمهما
و لكن لا أريد دفع تكليفات تحقيقه
لذا اتنصل لهما و لثورتهما
و أتجاهل مطالبهما المشروعة في سكنى الجنة
و رفقة الأعلام
إن ثمن ذاك لباهظ لا ترغب في دفعه النفس
تعب و نصب و جهد و سهر و مجاهدة و معاداه
و أخشى أني .....
أخشى أني..
أبخل عليك ربي و على سبيلك بهذا
أخشى أني أشتري برؤيتك ثمنا قليلا
ففي الدنيا أنا و قد إكتفيت بها سكنا
و للذاتي أعيش و قد إكتفيت بها متعة
وعلى لقب (ملتزم) حصلت و قد إكتفيت به لقبا أجوفا سخيفا
لن يسمن غدا و لن يغني من جوع
نعم
إنها لحظة صدق و إني كشفت في نفسي
بخجل و خزي كشفت في نفسي
بخجل و خزي كشفت في نفسي
بأني حقا أحبك ربي ولكن الدنيا مازالت تسكن قلبي
أتمنى رؤيتك و لكني أريدها بالأماني
نعم أريد العمل و البذل لأجلك
و لكن من دون إجهاد لنفسي
أريد الجنة و كذلك أريد الدنيا معها
هذه هي حقيقتي و حقيقة صراعي
و لا أدري أيقدر لي يوما أن ألبي رغبة قلبي و نفسي و أقبل بثورتهما
و أتنازل عن دفة القيادة و أسلم السلطة لهمتي تقودني حيث شاءت
توجهني نحو حلمي
و معي تلك السير العطرة التي أتسلى بها
فأغير تلك الحقائق
و أصير هذه الإعترافات القاسية إلى مجرد ماضي
هل سيأتي يوما أجدني أجاهد في صف قلبي ضد عدو مشترك
أم سأظل دائما أبدد طاقتي في صراع داخلي
يجرحني و يؤلمني و يهدني ولا يبنيني
و تظل بداخلي تلك الثغور تضعفني
و تظل بداخلي تلك الثغور تضعفني
إنها أسئلة
من ضمن أسئلة كثيرة أود لو يجيبني عنها ربي برحمة من عنده
رباه
مواجهة النفس صعبة
تكسر المرء في عين نفسه و تنقص من قدره أمامها
إنها الجهاد الأكبر و الخلافة المنتظرة
و هذا الطغيان الراسخ فيّ يحتاج إلى كبير عون من معين
و كثير قوة من قوي
و ليس في الدنيا قوي و معين غيرك
و أنا -على إسرافي- أنتظر كثير عون منك
و قد حسن فيك ظني بأن تسددني و تسد ثغري
و تجبر كسري
و بأن تسيرني و بجندك إليك تحملني
و بأن تحفظ لي بيتي في الجنة فلا يسكنه غيري
و بأن...تسوق إلي الآن من ينصحني و يرشدني و يزكيني
وبأن....
اه يارب أنت الأعلم
فاللهم سدد و أعن و ارحم
و تجبر كسري
و بأن تسيرني و بجندك إليك تحملني
و بأن تحفظ لي بيتي في الجنة فلا يسكنه غيري
و بأن...تسوق إلي الآن من ينصحني و يرشدني و يزكيني
وبأن....
اه يارب أنت الأعلم
فاللهم سدد و أعن و ارحم
3 التعليقات:
اللهم امين
وجزاكي الله خيرا
{والذينَ جاهَدوا فينا لنَهديَنَّهم سُبُلَنا
أسمعها تطالبني بالتنازل عن أشياء يبدو أني أضعف من أن أستغني عنها
تحثني على أن أبذل ما لا في وسعي بذله
و أن أتخلى عما أرى أن الحياة لا لذة فيها بدونه
تظل تثير همتي و تستفز فطرتي
و لكن يبدو أنه لا همة لي و لا فطرة سليمة
عـــــــــــــــــــلى فكرة انا الجمله دددى
وعلى لقب (ملتزم) حصلت و قد إكتفيت به لقبا أجوفا سخيفا
لن يسمن غدا و لن يغني من جوع
........ انا كتبر و الله بفكر ف كدة و فالكلمه دى و الموضع دددة بس بلااقى نفسى بتهرب منى ومش بكمل تفكير .
بحس بجد بكل كلمه قولتيها بس ف كلمه قالها الشيخ محمد الصاوى قال *القلب مضفع وكما قال الرسول القلب مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله وأن القلب هو المللك ....اذا لم يكن نظيف سليم طاهر ف هو مشكله ف حياة الانسان لانه يبنغى ان يحمل حب الله و روسوله..صل الله عليه و سلم
فبجد احنا لو اصلحنا حال قلوبنا مع الله هينصلح حالنا .
و بجد جزاكم الله خيرآآ
قطرة الندى...جزانا الله و إياكم
نودا...طبعا مرد الأمر كله إلى طهارة القلب
لأنه لو كان القلب سليما طاهرا لما نشأ هذا الصراع و لكسب المعركة بسهولة
و لكن كما قال ابن القيم، من القلوب من تجمع بين الطهر و الخبث، إذ يحييها مادتان ، مادة تنبع من داعي الإيمان
و مادة تنبع من داعي الهوى
و القلب يستجيب إلى الأقرب إليه منهما
و هنا منشأ الصراع
و أنتِ سبق و قلتِ ان النفس مجرد قلب
لا فالنفس ليست قلب فحسب
بل قلب و عقل و هوى و شهوات و رغبات و غرائز
أشياء كثيرة تمثل أدوارا في هذا الصراع
و لكن الأقوى (القلب أو النفس متمثلة في الهوى) هو من يجتذب كل هذه الأشياء إليه
و يجعلها طوع أمره و تخت إمرته
بل و يسخرها في معركته
ربنا يصلحنا و يصلح قلوبنا و ينجينا
لا تنسى ان تترك تعليقا..فبكلمة طيبة منك او نصيحة مهذبة قد تغير مسار حياة كاملة