يتم التشغيل بواسطة Blogger.
RSS

لعلك تزكى


هل تعاني شدة من نفسك الأمارة عليك؟

هل تعاني إستسهال للذنوب؟ إقبال على المعاصي؟
إصرار على ذنب يحيط بك و يكبلك؟
فتور و غفلة و عجز و كسل؟

هل تعاني قلة حياء من الله عزوجل و ضعف هاجس الخوف لديك؟

إذا فأنت تحتاج إلى تزكية
وقبل أن أشير إلى كيفية تحصيل التزكية
أريدك أن تفكر ولو للحظة في نفسك قبل و بعد

لا ليس قبل الذنب لمّا كنت مجتهدا نشيطا في طاعة الله
و بعد الذنب لما صرت إلى ما صرت إليه

بل قبل التزامك أصلا

تعالى نعد بذاكرتنا لسنوات طويلة مضت
أغمض عينيك الآن و تذكر

تذكر كيف كنت؟

و كيف كان حال قلبك؟

و كيف كان حالك مع ربك؟

كيف كنت تائها
مطموس على قلبك
ترى الباطل حقا و الحق باطلا

هل تحب أن تعود إلى ما كنت عليه قبل إلتزامك؟
طبعا لا
ولما لا ..ألست يائسا من نفسك قانطا من حالك
نعم
لأنك الآن  بلا شك الآن أفضل مما كنت عليه

مهما كنت ضعيفا في عباداتك
مهما كنت بعيد عن ربك

أنت الآن أفضل
على الأقل أنت تثق بأن هذا الطريق هو الحق وحده وكل ما سواه من زيف الدنيا باطل
ولذا تجاهد لكي تصل إلى ثمرته


ولكن هل تذكر كيف التزمت؟
هلا تذكرت معي كيف كان التزامك؟ ما قصته ؟
تذكر اللحظة التي قلبت حياتك رأسا على عقب و غيرتك في أيام قليلة 180 درجة

هل كان ذلك أمرا من قبل نفسك؟ أم كان شيئا غير عاديا قدريا وضع في طريقك؟
ألست تعجب من كيفية التزامك أصلا و تقول سبحان من قادني لهذا حينها؟
شريط أو درس أو كلمة أو شخص ساقه الله إليك كرسالة حركت قلبك و من يومها
و قد صار قلبك أسيرا لــ (ربي رضاك والجنة) 

وكله كان محض فضل من الله
لحظة كتب الله لنا فيها أن نتزكى مما كنا عليه فنزل علينا فضله و رحمته
لحظة نظر الله فيها إليك بعين رحمته من دون الخلائق أجمع و كتب لك فيها أن تكون
من السائرين إليه


إذا

فالذي زكاك من البداية بمحض فضل منه و رحمة و نعمة و من دون سؤال منك، لقادر على أن يريحك من كل ما يتعبك و ينغص عليك حالك معه و يقطع عليك وصلك به ويزكيك ثانية

أليس كذلك؟

انظر قول ربك و تأمل، قال الله :
 )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ]النور : 21]

فالذي ابتدأك بالحسنى فزكاك على ما كنت عليه من نسيان له
فإنه أرأف و أرحم من أن تطلب منه التزكية و تسأله إياها ثم يمنعها عنك على ما أنت عليه الآن من وجل خشية غضبه
سبحان من أعطاك من دون سؤال أيحرمك و أنت تسأله؟

ولكن انتبه إلى  (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ)   
فالله يعلمك أن التزكيه بمشيئته وحده سبحانه، فإن شاء كتب عليك ذنبا يبتليك به يتركك تتعذب به دنيا وآخرة، فمهما فعلت لتتركه و تقلع عنه لن تفلح ما اعتمدت على حولك وقوتك
نفسك لن تقدر عليها، ولكنك لديك سلاحا يأتيك بها
ألا وهو حول الله وقوته

فإن كنت أنت عاجز، فأنت عبد لرب قادر
و إن كنت ضعيفا فأنت عبد لرب قوي
فاستمد منه القدرة تجبر بها عجز، و استمد من قوته ما تجبر به ضعفك

و لكن كيف؟

ربك يخبرك
ألم تنتبه لقوله تعالى (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمً)   
فسبحان المعبود الذي تفرد بصفاته فلا مثيل له و لا شبيه
سميع...سيسمع لسؤالك، لدعاءك، للهجك بالطلب، لحاجتك،لأناتك ،وبكائك، وانتحابك وشكواك من نفسك وفعلها و طغيانها
وعليم..يعلم حبك له، ورغبتك في إرضائه، وخوفك من حرمان رؤيته.
ألم يخبرك في موضع آخر قائلا لك :(رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً) [الإسراء :[25

لو كنت تريد التزكية بحق، الصلاح بحق، سيمن بها عليك و يزيد
بأن يغفر الله


فأحسن به الظن أنه كما زكاك في الأولى سيزكيك في الآخرة
وانخلع من حولك وقوتك و تعلق بمشيئة الله و استشعر قبضة إرادته على حياتك و مستقبلك
و تعلق الدعاء واستبشر
واعلم انك متى رزقته ولازمته فأنت من الهدف قريب

تاب الله علي و عليكم

و رزقني وإياكم فضلا منه ورحمة تزكو بهما نفوسنا و تطهر بهما قلوبنا و يغفر بهما زلاتنا و يعفو بهما عنا
آمين

0 التعليقات:

أضف تعليق

لا تنسى ان تترك تعليقا..فبكلمة طيبة منك او نصيحة مهذبة قد تغير مسار حياة كاملة