نزلتا من عربة السيدات بمترو الأنفاق
توجهتا
نحو السلم المتحرك للخروج
تقدمت
(أماني) لتصعد وسط زحام الركاب
فقبضت
(هدى) على معصمها وجذبتها بعيدا قليلا وقالت في اعتياد:
- لما يصعد الرجال ويخف الزحام..
فقالت
الأولى : ولكننا متأخرتان، فلنصعد!
فأعادت
(هدى) قولها في هدوء: لمّا
يخف زحام الرجال سنصعد نحن.
فانتظرت (أماني) على مضض
فلمّا صعد الجميع ولم يبق
سواهما صعدتا
فقالت
(أماني) باستنكار: وماذا
كان سيحدث لو كنا صعدنا وسط الزحام؟! كان هناك
نساء غيرنا!!
نظرت
(هدى) إليها وقالت: ولم
يحدث شيء..لقد صعدنا ولكن في هدوء وتجنبنا الاختلاط.
رفعت (أماني) حاجباها
في دهشة وقالت: اختلاط !!
(هدى) مبتسمة: نعم، تجنبنا موضع الاختلاط وفي النهاية
صعدنا.
(أماني) في سخرية: وماذا لو كنا صعدنا معهم أو أمامهم،
هل سيأكلوننا؟! ثم لمَ هذا الحذر، إنه لا
يظهر منك شيء، ما أنتي إلا سواد!!
فتبسمت
(هدى) وقالت:
وماذا عنكِ؟ و أنت ترتدين هذه الملابس الفاتنة؟
تلعثمت
(أماني)
وهي تقول: هذا شأني، ثم هم ليسوا ذئابا وليس كل الناس
بدون أخلاق.
هدى:
يا (أماني) ليست المسألة هكذا..
ثم أمسكت يدها وهما تسيران وقالت : سأفهمك..هل قرأتِ
يوما سورة القصص؟
أماني : طبعا
هدى: هل تذكرين الآية رقم (23)؟
(أماني)
مفكرة: اهمم، وماذا فيها؟
هدى: يقول الله تعالى فيها: { وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ
النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا
قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا
أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) } [القصص 24:23]
فتاتان ذهبتا لتسقيان الغنم بدلا من أبيهما الشيخ الكبير؛ فلما ذهبتا وجدتا
الرجال يتزاحمون على البئر. فهل زاحمتاهما؟
الغنم عطشى والبئر مزدحم بالرجال والوقت يمر ولا تريدان أن تتأخرا عن
الشيخ الكبير؟ فماذا صنعتا؟
وقفتا بعيدا تكفان الغنم العطشى عن الماء حتى يمضى الرجال، حياءً من
مزاحمتهم، وإدراكا
منهما لخطر الاختلاط بهم.
ثم نظرت إليها وهي تبتسم قائلة:
و هما من هما، لقد ذكر بعض المفسرين أنهما ابنتا نبي الله شعيب،
وعلينا بذلك أن نتأسى بهما وبأخلاقهما..أليس كذلك؟
قالت (أماني) وهي تنظر
لـ (هدى) في دهشة: لهذه
الدرجة؟
فضحكت
(هدى)
وقالت: نعم، والآن ماذا ستفعلين لو وجدتِ تزاحم الرجال
على مكان أو شيء تريدينه؟
(أماني) وهي تشيح
بوجهها وتقول برتابة: عليّ الانتظار حتى ينتهي الرجال أولا.
هدى: هكذا ...أحسنتِ بارك الله فيكِ.
صعدت
الاثنتان السلم حتى وصلتا إلى ماكينات الخروج من المحطة
وبعد
أن تعلمت (أماني)
الدرس، انتظرت مع (هدي) حتى
ينتهي هذا الزحام من الركاب والذي كان أغلبه من الرجال؛ ثم لما خف الزحام
قليلا مررا تذكرتيهما وخرجتا من المحطة.
خرجت
(هدى) و(أماني) من بوابة
الخروج في المحطة، فتوقفت (هدي) قليلا على جانب الطريق ترقب شيء ما؛ ثم قالت:
- (أماني)..تعالي
سنسير من هنا على جانب الطريق.
سارت
(أماني) وراءها
إلى حيث أشارت، فوجدتها تنتحي إلى جانب ضيق من الطريق وتسير بجانب الجدار، فقالت في ضيق:
- لماذا نسير إلى جانب الطريق هكذا كالأطفال؟!
قالت
(هدى): وأين تريديننا أن نسير؟
أماني: الشارع متسع، نسير كما يسير الناس.
هدى: تقصدين في منتصف الطريق؟
أماني) متوجسة: نعم ..
)
هدى: ولكننا منهيات عن ذلك.
نظرت (أماني) لها في دهشة وقالت
في استغراب:
- منهيات عن ماذا يا (هدى)؟
هدي: رويدك رويدك ما بك، نعم إننا النساء منهيات عن السير في منتصف
الطريق ومأمورون بالسير عند جوانبه.
(أماني)
في غضب: ومن قال هذا !! ما هذا
التشدد؟!!
(هدي)
في تبسم: تشدد !!
حسنا..سأصمت نهائيا
وصمتت برهة ثم قالت في
حماس:
- لو كنتِ أحضرتِ سيارتك لكنا ما سرنا في الطريق من الأساس.
(أماني)
في مرح: لا..هل جننتْ ؟، الطرق
اليوم مزدحمة والسيارة جديدة، خشيت عليها كثيرا وآثرت تركها خاصة أن طريقنا ليس
بعيدا.
قالت
(هدى) في
نبرة ذات مغزى:
- اهمم، خفتِ عليها، وأين تركتيها إذن؟ تحت منزلك؟
أماني: لا طبعا، تحت منزلي!! أنت تعلمين حال المنطقة التي أسكن فيها، لو تركتها تحت
المنزل لعدت وجدتها خردة، لقد وضعتها في شارع بعيد عن بيتي قليلا.
قالت (هدى) ولازالت
نبرتها تحمل مغزى ما:
- وهذا
الشارع طبعا حرصتِ أن يكون هادئ وغير مزدحم والمارة فيه قليلون.
أماني: أكيد
هدى: وطبعا أوقفتِها إلى جانب الطريق وألصقتِها
بالجدار قدر استطاعتك.
قالت
(أماني)
وقد بدأت تفهم مغزى هدى من الكلام: نعم..
هدى: ولماذا ذلك؟
أماني: حتى تكون بعيدا عن موضع مرور السيارات وأضمن سلامتها.
هدى مبتسمة:
نعم، سيارة غالية في ثمنها وقيمتها تستحق كل هذا الحرص
فعلا.
أماني: .....
قالت (هدى) في جد وحماس
بعد أن فهمت (أماني) المغزى:
- إذا لماذا
تستنكري عليّ أن أنأى بنفسي عن السير في منتصف الطريق حيث يتخبط الرجال بي
ويؤذونني فأسير إلى جوانبه؟ بل هذا امتثال لنهي شرعي وليس تصرف شخصي، لقد نهانا
شرعنا عن ذلك، فلم العجب من حرص الشرع علينا كنساء وأنتِ تحرصين على سيارتك هذا
الحرص؟!!
إنك تفعلين ذلك لأنها غالية الثمن والقيمة عندك، فلقد حدثتني من قبل كيف ادخرت
ثمنها لتشتريها، فقيمتها عندك غالية. وكذلك الشرع يقدر المرأة ويفرض عليها ما يحفظ
جسدها وقلبها وروحها من أبسط أذى.
أنصتت
(أماني) لكلام
(هدى)
فاستطردت الأخيرة قائلة:
- لقد خرج رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذات يوم من المسجد بعد الصلاة، فوجد الطريق قد اختلط فيه الرجال
بالنساء، فلم يرضه ذلك لما فيه من ضرر، فقال صلى الله عليه وسلم للنساء: "( اسْتَأْخِرْنَ ،
فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ
الطَّرِيق) فَكَانَتْ
الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ
بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ" (رواه أبو داوود).
ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى
الاختلاط بين الصحابة والصحابيات بعد الخروج من المسجد أمر النساء بأن يلتزمن حواف
الطريق حفظا لهن ولعفتهن، فبربك لم
هذا؟
نظرت (أماني) لها نظرة من يريد المزيد فقالت (هدى):
- لأننا غاليات
جدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وغاليات في شريعتنا، كمثل سيارتك التي هي
غالية عندك جدا لذا توقفيها بعيدا عن الأيدي والأنظار والزحام. نحن عند الله
ورسوله كاللآليء الغالية لذا دائما تأتي شريعتنا بأوامر فيها حث على التخفي والتنحي
عن مواطن الرجال حفاظا علينا من أي يد تمس أو أي عين تنظر.. هل فهمتي الآن حبيبتي؟
أماني: نعم يا هدى
فهمتك، معكِ حق، من منا تنكر أنها لا تتأذى في المواصلات أو الشارع أو في أي مكان
بسبب اختلاطها بالرجال وعدم مراعاتها لذلك أو تجنبه؟ لا أستطيع أن أنكر ذلك لأن
الأذى يحدث فعلا ويقع..لكنّي في المرة القادمة سأعرف ما قول الشرع في ذلك وألتزم
به حفاظا على نفسي.
(هدى)
بابتسامة واسعة : نعم هكذا حبيبتي.. بارك الله فيكِ
مشت (هدي) و(أماني) على جانب الطريق حتى وصلتا إلى سوق
صغير
فتوقفت (أماني) قائلة:
- (هدى) معذرة هل يمكن أن نتوقف قليلا لنشتري بعض الأشياء من هنا؟
هدى: لا بأس حبيبتي تفضلي، وأنا سأنتظرك هنا لأجري مكالمة
ضرورية.
أماني: حسنا
وقفت (هدى) تتحدث في الهاتف وتراقب (أماني) من بعيد وهي تتحدث إلى البائع .
ولاحظت (هدى) أن (أماني) تتبسط في الحديث مع البائع وتضحك
من أقواله ومزاحه
فلما انتهت
(أماني) من الشراء
توجهت إلى (هدى) والتي أنهت
مكالمتها بدورها
فسألتها (هدى): ماذا اشتريت؟
أماني: بعض الحاجيات لأمي
هدى: وعلام كنت تضحكين؟
(أماني) في مرح: كنت أحاول
الفصال مع البائع وكان يراودني عن ذلك، ولكني انتصرت في النهاية !
(هدى) في
استنكار: بهذا التبسط والضحك؟
(أماني) في ملل: وماذا في
ذلك أيضا؟ هل في ذلك شيء؟ لقد كان الرجل محترما ولم يخرج عن اللائق في الكلام، ولا
أنا!!
هدى في هدوء: طبعا
حبيبتي، نيتك حسنة ونحسبه أيضا كذلك، أنتِ تريدين الفصال وهو يريد ألا يخسر في
سلعته..ولكن الوسيلة تحتاج تنبيه.
حبيبتي، لقد أشار الله عزوجل إلى ما ينبغي أن يكون عليه سلوك
المرأة في محادثاتها مع الرجال، عندما قال عزوجل في القرآن: {فلَا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً
مَّعْرُوفاً} [الأحزاب : 32]
يعني ينبغي
عليك عند محادثتك للرجال ألا تتبسطي في الحديث وأن يكون الحديث على قدر الحاجة
درءا للفتنة، و... .
أماني: وأي فتنة
في ذلك!! إني أتحدث إلى البائع بشأن سلعته!!
هدى: نعم حبيبتي
حديثك مع البائع ضرورة لكن ينبغي أن تلتزمي فيه بالضوابط المطلوبة التي فرضها عليك
الشرع.
(أماني) في ضيق: وما هذه
الضوابط؟
هدى: أن يكون كلامك على قدر الحاجة فقط، جادا لا لين فيه، وإذا وجدت من
البائع تبسطا في الكلام فلا تجاريه بل رديه.
(أماني)
وهي تشيح بوجهها عن (هدى):
- ولكن كلامك
هذا صعب التحقيق في الواقع يا (هدى)، فأنا مضطرة وأنا أحادث البائع
أن أجادله في السعر حتى يخفضه لي، وقد يرقق لي الكلام حتى يردني أو يكسبني كـ
(زبون) فلا أرى أي فتنة في ذلك، يعني
بصراحة كلامك صعب التطبيق الواقعي ولا أقتنع
به.
هدى: هل تعتقدين
ذلك حقا؟ إذا سأخبرك بمثال بسيط جدا...
في سورة
القصص، - نحن كنا نتحدث عنها منذ قليل- ذكرنا فيها قصة الفتاتين ابنتا نبي الله
شعيب..
أماني: نعم
هدى: هل تذكرين باقي قصتهما؟
أماني: نعم تزوج نبي الله موسى من إحداهما
هدي: صحيح..
لما رأى
نبي الله موسى الفتاتين واقفتين بعيدا عن الرجال تريدان السقيا ولا تستطيعان؛ سقا
لهما شفقة وتقديرا لعفتهما. فلما ذهبتا إلى أبيهما وذكرا له شهامة نبي الله موسى
عليه السلام، أرسل إليه إحداهما تدعوه إلى مقابلة أبيها، قال الله عزوجل حاكيا لنا
عن ذلك: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي
عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا
سَقَيْتَ لَنَا(9)}
أماني وقد بدأت تفهم المغزى : هل تقصدين أنها كانت تحادثه بحياء؟
(هدى) بحماس: بل أقصد ما هو أكثر من ذلك، تأملي كلام الفتاة، لقد قالت: { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ
لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }
ألا
تلاحظين شيئا!! أننا لا نستطيع حذف أي كلمة من الجملة و إلا اختل المعنى ولن نفهم
المراد..جربي!
تمتمت (أماني) بالآية في خفوت ثم قالت في دهشة:
فعلا صحيح!!
استطردت (هدى) في حماس: بل والأكثر، أن الفتاة لما سارت مع نبي الله موسى إلى أبيها لم
يكن يعلم الطريق، فسارت أمامه لتدله عليه، فلما كانت الريح تأتي على ثوبها فيتطاير
انكشف منها بعض ساقيها، فنادها نبي الله موسى: "يا أمة الله كوني خلفي، ودليني
الطريق" فسارت خلفه، فكانت إذا
أرادته أن ينعطف يمينا أو يسارا كانت لا تخبره بصوتها بل كانت تلقي بحجر في الاتجاه
الذي تريده فيتبعه نبي الله موسى عليه السلام.
شهقت (أماني) قائلة متعجبة : بااااه ألهذه
الدرجة؟!!
قالت (هدى): نعم أختي، انظري.. فالفتاة لشدة حياءها وعفتها ومعرفتها
بقدرها كامرأة لم تتحدث مع نبي الله موسى إلا في كلمات بسيطة أوصلت له بها ما تريد
ورغم أن إرشادها له في الطريق بمثابة ضرورة إلا أنها كانت تتصرف بحذر شديد وعفة
عالية وحياء نادر.
وانظري لرد
فعل نبي الله موسى لما رأى ذلك منها وكيف تعامل معها، كان حريصا على سترها وعلى
العفة والحياء الذي وجده منها... هل فهمتِني حبيبتي؟
أماني: نعم، أنت تقصدين أنه رغم أن التعامل مع البائع ضرورة إلا أنه يجب عليّ
أن التزم فيه بالضوابط، وأن أتعفف عن أي تبسط في الحديث أو مضاحكة، وأن الأمر لا يتعلق بالنوايا إنما الأمر
يتعلق بالعفة والحياء الذي يجب أن تكون عليه المرأة أيا ما كان الرجل الذي أمامها.
هدى: نعم..أحسنتِ. واعلمي أن الله سيجازيكِ على التزامك بكل ذلك خيرا..
فتلك
الفتاة لهذا الرقي في خلقها كان جزائها أن هي التي تزوجها نبي الله موسى، فكانت
امرأة كليم الله؛ بل وخلد الله حيائها في كتابه العزيز لما قال عنها { فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي
عَلَى اسْتِحْيَاء } فانظري كيف لم يذكر الله من صفاتها
إلا حيائها بل وشهد لها به بذكره!!
(أماني) في نشوى: يا الله، أنت
تعلمين أشياء جميلة يا هدى، كيف تعلمت ذلك وأين؟
(هدى)
في سعادة: نعم إنها أشياء جميلة، إنه العلم،
العلم بالقرآن والسنة والشرع وبمراد الله وحكمته في كل ما أمر به ونهى عنه..
ولكن ليس
بالعلم وحده يكفي، بل يجب العمل أيضا بكل ذلك،
فالعمل مهم جدا
وهو الذي
يرقى بالنفس إلى هذه الأخلاق الجميلة التي حدثتك عنها
أماني: نعم معكِ حق.
كانت الفتاتان
قد وصلتا أخيرا إلى بيتيهما
وهما
يسكنان في شارع واحد فقالت هدى:
- ها نحن
ذا وصلنا إلى البيت، سأصعد الآن إلى منزلي. هل
تريدين مني شيئا حبيبتي قبل المغادرة؟
أماني : نعم أريد
أن أتعلم مثلك ، أريدك أن تقابلينني كل أسبوع وتعلمينني هذه الأشياء حتى يكون
سلوكي مثل ما رأيت منك اليوم.
تهلل وجه (هدى) فرحا وقالت: طبعا حبيبتي
أنا تحت أمرك. سوف أهاتفك غدا إن شاء الله لنتفق على الموعد ونتقابل ونتجالس أنا وأنتي
تحفنا الملائكة ونتعلم كيف يكون سلوك المسلمة خارج بيتها.
أماني: حسنا سأنتظر
مكالمتك.
هدى في فرح: حسنا،
سأتركك الآن، السلام عليكم .
أماني: وعليكم
السلام ورحمة الله
ثم التفت
وسارت نحو بيتها
حبيبتي
المسلمة
وأنتِ أختي الملتزمة
هذه قصة
خيالية صغتها في حوار دار بين فتاتين
أحدهما
ملتزمة نسأل الله أن يكثر من أمثالها بين
المسلمات
والأخرى نسأل
الله أن يمن علي من مثلها بالهداية والرشاد
وما صغته لكي إلا ذكرى بهذه
السلوكيات الراقية التي نفتقدها الآن في شوارعنا
وإنه لمن
المؤسف أن نكون أشد فقدا لها في من تحلت بالسمت الظاهر
حبيبتي
ينبغي عليكِ
أن تعيدي النظر في سلوكك خارج منزلك
في
المواصلات
في الشارع
في الأسواق
وتعلمين أين
أنتِ من أخلاق الصحابيات وأمهات المؤمنين
أين أنتِ
من امتثال أوامر الله ومن العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المواقف
أين أنتِ
من السلوك والخلق القويم
آختاه كوني
قدوة لغيرك فالأنظار عليكِ
والجميع
ينبغي أن يتعلم منك
من سيحيي
هذه السلوكيات إن أهملتِها؟!
وقفة بسيطة
مع النفس لن تضيرك
بل
ربما يعقبها هدىّ العشرات على يديك
فقط من خلال
سلوكك وأخلاقك خارج منزلك
رسالتي للمسلمات عامة، ولكي أنتِ أيتها الملتزمة، المنتقبة، المحجبة
خاصة
راجعي سلوكك خارج بيتك، والتزمي فعلا وسلوكا كما التزمتِ ملبسا
أسأل الله أن يمن علينا بالاستقامة والهدى
وأن يحسن أخلاقنا وسلوكنا كما حسن مظهرنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه
1 التعليقات:
نفع الله بك وجعلها في ميزان حسناتك:)))
لا تنسى ان تترك تعليقا..فبكلمة طيبة منك او نصيحة مهذبة قد تغير مسار حياة كاملة