الجمعة، 17 فبراير 2012

رسالة مني إلى توكل كريمان



ليس النقاب هو الحاجز الذي يمنع المرأة عن المشاركة المجتمعية
إنما شيئ آخر يكمن وراء ذلك النقاب و لولاه لما اكتسبته
شيء يسمى الأنوثة 
و أرجو ألا تكوني قد نسيتي معناها
معنى الأنوثة 
و ما تقتضيه من حياء
من معرفة بالدور الذي ينبغي عليّ  أن أقوم به
الدور الذي لأجله أقعدني الله في المنزل و أخرج الرجل إلى التراب و الرياح و المطر و الزحام و العرق و التعب
لكي يخدمني
و يأتي إليّ بالطعام و المال و كل ما لذ و طاب
و أنا في بيتي سيدة ملكة 
أُعَلِم هذا و أُربِّي هذا و أُنشِيء هذا
فينبني المجتمع من بعدي على سواعد رجال كنت أنا (العظيم) الذي حملهم ثم ولدهم ثم رباهم ثم أخرجهم ثمرة طيبة للدنيا


ثم يا حاملة نوبل التي لا تُعطى إلا لأصحاب الفكر الفذ بزعمهم
أيهما أولى
أن أخرج إلى المجتمع و أترك من ورائي بيتًا هو إلى الأطلال أقرب
بخرج منه المرتشي و الفاسد و المختلس و الظالم
أم أجلس في ذاك الركن البعيد الخفي من بيتي
و أُخرِج مني العالم و السياسي و المبدع و الكاتب


إلى توكل كريمان
كان منذ عدة سنوات فتاة صغيرة حلمت يوما أن تنل نوبل كما نلتيها
و لكن لم يكن لها أي علاقات ولا أي نشاطات
أقعدتها حالمتيها و سلبيتها و سوداويتها و تشاؤمها و احتقارها لنفسها و خوفها من الدنيا و الناس


ووالله 
الذي خلقكِ و خلقها
ما انطلقت في دنياها، و لا سعت في بناء مجتمعها و لا تواصلت مع الناس من حولها
و لا اهتمت بعملها و دراستها إلا لما رزقت النقاب
لأنه علمها الإيجابية و الجرأة و العزة و الصدع بالحق و الثقة بالنفس و مواجهة الآخرين و القوة 
و الشفقة على الناس و أثار فيها محبتهم
و كلما أوذيت منهم أكثر إزدادت رحمة بهم  أكثر


إلى توكل كريمان
يبدو أنكِ عشتِ صراعا قويا بين النقاب وبين الطريق إلى  نوبل
فاخترتي نوبل على نقابك
ولو أنصفت و لو أعقلتِ لاخترت ما هو لكِ أبقى و ما أنتِ به أعز
فوالله لقد مُنحت نوبل للكثيرين و الكثيرين
منهم أصحاب الفكر العفن و الفطرة المنكوسة و الدعاوي الشاذة المنحرفة
وقد منحتيها
و أسأل الله الا يحشركِ معهم بها يوم القيامة


اما النقاب فلا يُمنح إلا للصفوة
و كم من فتاة تتمنى لو رُزِقَته ووفقت إليه ولكن عَسَّر عليها الله ولم يُوقفها له
و غدًا في الجنة
سنتظري إلى المنتقبات متحسرة حينما ترى ما أبدلهم الله به و ما جازاهم عليه
و قد ووريت نوبل عنك إلى السراب
وحينها
ستدركي عظم ما فيه فرطتِ
و تتمنى لو لم تكن لكِ نوبل




إلى توكل كريمان
قولي في النقاب ما تشائين و استبدليه بما تشائين
و علقي عليه لحظات فشلك كما تشائين
و ارجعي رفضك له إلى شماعة رفض المجتمع له
ولكن قفي عند حد معين
فلا تتهمي تلك الراقيات الساميات (بالعجز الإجتماعي)
لا تتهمي نقابي بأنه أخرني و هو الذي قدمني
لا تتهيمنه بأنه أقعدني و هو الذي أقامني


فوالله قبله كنت صفرا بلا معنى
و به أعطاني الله وجودا


إلى توكل كريمان:
هنيئا لكِ نوبل
و هنيئا لي نقابي
أسأل الله أن يثبتني عليه إلى يوم أن ألقاه
و أن أموت به و أبعث به ملبسا و شعارا و هديا بين يديه يوم القيامة
عزة لي و فخرا بين الخلائق


و
ردك الله إليه ردًا جميلا ووقاكِ الله فتنة الدنيا





هناك تعليقان (2):

  1. جمييييييييييييل
    ربنا يثبتكم و يبارك لكم و يكرمكم
    دعواتكم بالله عليكم بتيسير النقاب لي و لبنات المسلمين
    و بالزوج الصالح
    جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  2. ربنا يرزقك أختي النقاب و الزوج الصالح الذي يعينك على طاعته و جميع بنات المسلمين
    آمين

    ردحذف

لا تنسى ان تترك تعليقا..فبكلمة طيبة منك او نصيحة مهذبة قد تغير مسار حياة كاملة