الأربعاء، 5 مارس 2014

تايه وحزين ومش عارف أنا مين :(


لماذا لست سعيدا رغم أن لديك من أسباب السعادة الكثير؟
لماذا تشعر بهذ الهم في قلبك؟
لماذا تشعر دوما بأنك تبحث عن شيء لا تدري ما هو؟
لماذا تشعر أحيانا بحزن لا سبب له؟ وبفراغ شديد لا تدري كيف تملؤه؟
لماذا تشعر بالوحدة والوحشة، وأن الحياة صارت مملة لا لون لها ولا طعم؟
لماذا تشعر بأنك من داخلك (فاضي)، كتمثال مجوف شكل من دون جوهر؟
لماذا تشعر بفقدان نفسك وأنك لا تجدها؟
أحيانا لا تدري من أنت وإذا سُئلت عما تريد لا تعرف إجابة؟
صرت لا تعرف ماذا تحب وماذا تكره..وصار كل شيء عندك سواء. وتشعر باليأس
حولك أهلك، أصحابك ربما حبيبتك أو زوجتك.
معك المال، ولديك الصحة وعندك الوقت...
 تضحك..لكن الضحكة باهتة، تصطنعها حتى تصد عنك أسئلة الناس التي لا 
تجد لها أجوبة..
تضع رأسك على وسادتك وأنت تفكر: غدا كيف سيكون؟ ماذا سيحمل؟ هل سيكون مثل اليوم؟
هل شيئا سيتغير، أم ستظل الحياة كما هي رتيبة.. ألن يحدث شيئا مثيرا؟

أعرف عنك كل هذا لأني عشته من قبل ومررت به
نفس المشاعر ونفس النظرة الحزينة التي أراها على وجهك
نفس الإحباط ونفس اليأس والتخبط والحيرة والتيه
ولكني الآن –ولله الحمد- وجدت سعادتي ووجدت حياتي ووجدت ذاتي
لذا قررت أن أكتب لك لأدلك على الطريق وأساعدك
لكن هل ستصدقني إن أخبرتك؟ أم ستطوى الورقة جانبا وكأنك لم تقرأ؟
أم ستظن أني أكتبها لك لمجرد دعوتك إلى ما أريد أن أدعوك إليه

صدقني
إن ما سأخبرك به حقيقي وصدق، وواقع حدث لي
ما سأدلك عليه هو ما ساعدني على أن أجد ذاتي وحياتي
وأن أشعر براحة البال والطمأنينة والسكينة التي أشعر بها الآن
هل تعرف ما هو؟
هل توقعت

إنها التوبة
نعم التوبة يا أخي ويا أختي..
التوبة..
التوبة من البعد عن الله ونسيانه هي التي منحتني ما لم يمنحه لي المال ولا الأصحاب ولا الحب ولا السفر ولا المغامرة ولا التليفزيون ولا الإنترنت ولا أي شيء
إنها التوبة، هي التي ساعدتني على أن أجد ما كنت أبحث عنه
هي التي منحتني الراحة والطمأنينة والأمل والفرح والتفاؤل والانطلاق والنجاح والثقة بالنفس
لأنها جعلتني قريب من الله ، ومن كان مع الله دائما لن يحزن أبدا (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾) [يونس]

صدقني..ابحث عن علاج لهمك وحزنك في التوبة
فكر بعقلك..كيف تريد أن تكون حياتك جميلة وكما تشاء وأنت لا تطيع الله في حياتك؟
كيف يحقق الله لك ما تريد من أحلام وأمنيات وأنت لا تسمع كلامه ولا تطيع أوامره؟
لقد وقفت مع نفسي وتفكرت في همي وفي يأسي وفي وحدتي
ثم وجدت أن الله هو من يملك رفع ذلك عني، ولكن كيف سأطلب منه ذلك وأنا لا أسمع لكلامه لي
إني لا أصلي، لا أقرأ القرآن، لا أطيع والداي، أسمع أغاني وأنا أعرف أنها حرام

 أدخن، أصاحب الفتيات، أكذب،  أعاكس البنات، وأمور كثيرة جدا
أعرف أنها حرام أفعلها، وأمور كثيرة أخرى أعرف أنها فرض ولا أفعلها !
فكيف أريد حياة سعيدة وأنا أغضب الله؟ 
كيف سيحبني الله فيفرحني وأنا أعصاه؟
وأمسكت المصحف وفتحته فوجدت الله يقول لي فيه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) [طه 124] 

قف مع نفسك وقفة، وافتح كتب دينك واعرف أوامر الله لك
هل مررت يوما على أي مكتبة تبيع الكتب الإسلامية وفكرت في أن تشتري
كتابا لتسفير القرآن وتقرأ فيه، أو كتابا عن المحرمات حتى تتجنبها،
أو كتابا عن الواجبات لتقوم بها؟
هل فكرت يوما في أن تسمع درسا عن الله لأي من المشايخ؟
هل فكرت يوما في أن تحضر درس في أي مسجد لتعرف الله وتعرف ما يقوله لك؟ هل تعرف ما حرمه الله عليك؟ 
هل تعرفه كله؟ هل جربت أن تعرف؟
قف مع نفسك وقفة وفكر في علاقتك بالله كيف هي،
ولماذا أنت قريب من كل شيء إلا منه؟
ولماذا تتمنى كل شيء إلا هو؟ ولماذا تريد أن تعرف عن كل شيء إلا عنه؟

لمّا تغيرت حياتي، نظرت لوجوه الناس في الشارع ووجدت فيها الهم والحزن، فقررت أن أساعدهم وأساعدك وكتبت هذا الكلام لأدلهم على ما وجدت فيه راحتي وسعادتي.
يمكنك أن تصدقني ويمكنك أن تكذبني، وفي كلا الحالتين لست أنا الخاسر..فأنا لم أطلب شيئا مقابل هذه الرسالة، لكن أنت المستفيد منها في الحقيقة..فقط إن عملت بما فيها.
لكن إن تجاهلتها، أو طويتها ووضعتها في جيبك، أو رميت بها في سلة المهملات
سيأتي عليك وقت ستتذكرها، لذا حتى وإن لم تصدقها، فاحتفظ بها ولن تخسر شيئا
أما أن جربت ما فيها فستعلم كم هي صادقة. ولا تتهمني أني كاذب بدون أن تجرب..
ولكن انتبه، فالله لا يُجرب، وإنما أقبل عليه بصدق أنك تريد العودة إليه
وحينها ،حينها فقط ، ستحكم بنفسك.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا تنسى ان تترك تعليقا..فبكلمة طيبة منك او نصيحة مهذبة قد تغير مسار حياة كاملة