لاضير أن نموت..!

( قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ )


__

هذه الآيه إهدائه لكلّ نفسٍ شعرت بدنوّ أجلها ولاحقتها صور الموت , فاستحوز الخوف قلبها واستشرى القلق فيها ...وغلبها اليأس
هلاّ قلتم (لاضيــر)
(إنّا إلى ربّنا منقلبون)
حيث الرّحمه والفضل والعطاء والثّواب الحسن..!

___

( إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)
وتلك الآيــه تبعتها لترسم الطّريق ... وتُظهر معالم الرّجاء الصحيح..فليس كُلّ من يموت يقول لاضير..!
هُناك من يصرخ ويتندّم ويقول ياحسرتاه...

متى كان الرّجاء في مغفرة الله عزّ وجل ...ماسبب اليقين بأنّ ماينتظرهم هناك مغفره ورحمه..؟
يأتيك الجواب في تتمّه الآيه..(أن كُنّا أوّل المُؤمنين)
أن كُنّا من الصّادقين ..!

،
قال سبحانه وتعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربــّه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربّه أحداً)


ثلاث قواعد نستخلصها لنُحقّق الرّجاء في لقاء الله الصّحيح ..
1- (أن كنّا أوّل المؤمنين)--->الإيمان
2-(فليعمل عملاً صالحاً)---> العمل الصّالح
3-(ولايشرك بعبادة ربه أحداً)-->إخلاص التّوحيد والقصد والإرادات لوجه الله تعالى

_____
وقفه مع معنى الآيات من كتاب الظّلال ...


إنها كلمة القلب الذي وجد الله فلم يعد يحفل ما يفقد بعد هذا الوجدان . القلب الذي اتصل بالله فذاق طعم العزة فلم يعد يحفل الطغيان . القلب الذي يرجو الآخرة فلايهمه من أمر هذه الدنيا قليل ولا كثير:
(قالوا:لا ضير . إنا إلى ربنا منقلبون . إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين). .
لا ضير . لا ضير في تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف . لا ضير في التصليب والعذاب .لا ضير في الموت والاستشهاد . . لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون . .
وليكن في هذه الأرض ما يكون:فالمطمع الذي نتعلق به ونرجوه (أن يغفر لنا ربنا خطايانا)جزاء (أن كنا أول المؤمنين). . وأن كنا نحن السابقين . .
يالله ! يا لروعة الإيمان إذ يشرق في الضمائر . وإذ يفيض على الأرواح . وإذ يسكب الطمأنينة في النفوس . وإذ يرتفع بسلالة الطين إلى أعلى عليين . وإذ يملأ القلوب بالغنى والذخر والوفر , فإذا كل ما في الأرض تافه حقير زهيد .
هنا يسدل السياق الستار على هذه الروعة الغامرة . لا يزيد شيئا . ليبقى للمشهد جلاله الباهر وإيقاعه العميق . وهو يربي به النفوس في مكة وهي تواجه الأذى والكرب والضيق ويربي به كل صاحب عقيدة يواجه بها الطغيان والعسف والتعذيب