بسم الله ..
إنّ العَبد حين يبغى السّير إلى ربّه تبارك وتعالى يخطو خطوات مُبعثره ولايتفطّن لأصل الأمر , فنجد من قضى فى الإلتزام عُمراً مديداً ويُختم له بخاتمة السّوء
أعاذنا الله وإيّاكم من سُوء المآل والمُنقلب..
ومن أخذ ظاهر التطّوع والإستقامة وتخذله نفسه حين تُسدل السّتائر فينتهك الحُرمات..
ونلقى منْ عرف الطّريق وكُلّما همّ بالسّير قَعدت نفسه وتثاقلت همّته إلى الأرض...
إنّنا جميعاً بيْن مُسرفٍ على نفسه بالخطايا وبيْن مُقتصد وبين سابق بالخيرات
نجد من يتعثّر كثيراً , ومن يقف طويلاً ومن يتقدّم بخطوات مُتباطئة ومن يُسابق الرّيح المُرسله..
فقد قال الشيخ السعدى فى قوله تعالى :
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } [فاطر : 32] .
اشترك هؤلاء الثلاثة في أصل الإيمان ، وفي اختيار الله لهم من بين الخليقة ، وفي أنه منَّ عليهم بالكتاب ، وفي دخول الجنة.
____
فالسّائرين تتفاوت مراتبهم ودرجاتهم بهذا نود أن نَصل إلى أصل الأمر , حتّى لاتضيع الجُهود سُدى ونلتمس أسباب الخاتمة الطّيبه والحياة المُباركه ...
فالأصل الأوّل : هُو الإخلاص
حيث قال عزوجل "قل إنّما أنا بشر مثلكم يُوحى إلىّ أنّما إلاهكم إلاهٌ واحد فمن كان يرجو لقائه ربّه فليعمل عملاً صالحاً ولايُشرك بعبادة ربّه أحدا"
وقد ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم الحديث "إنّما الأعمال بالنّيات وإنّما لكل امريء مانَوى"
والأصل الثّانى هُو المتُابعه
حيث قال عزّوجل"قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعونى يُحببكم الله"
وقال سبحانه "وإن تُطيعوه تهتدوا.."
__________
هذه الأُمور مبدأ مَسلكها من القلب لتنخرط الجَوراح تِبعاً لذلك فى عَملٍ يُرجى له القبول ان شاء الله..فالإخلاص محلّه القلب والمُتابعه محلّها القلب إذ هى الدّافعه إليها
ولأنّنا نبحث عن الثّبات بعد معرفة الطّريق ..نعود لنُأصّل فى عقيدتنا هذين الأصلين
"اخلاص واتّباع"
وأشدّ العباد إخلاصاً لله تبارك وتعالى ومُتابعة لهدى نبيّه عليه الصلاة والسلام أقربهم إلى النّجاة بإذن الله".....وهذا الطّريق لايحتاج كثير عمل كما يحتاج عظيم إخلاص وصلاح قلب.!
فكما قد قيل "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم"
نحاول بإذن الله أن نُعالج أخطر قضايا القلب وهى "الإخلاص"
سأل احد طلاب العلم شيخه لماذا يا شيخنا بعض الناس بعد ان يلتزموا يعودون أسوأ مما كانوا ويتركوا الالتزام ؟؟
فقال له السر فى المعرفة .. قال كيف ؟؟
فرد قائلا من عرف وصل ومن وصل ذاق حلاوة الايمان ثم غرف منها ومن تسألنى عنهم ما عرفوا الله حق معرفته ولو عرفوه ما رجعوا ....
ويقول فضيلة الشيخ :حسين يعقوب حفظه الله... وأقول للإخوة الذين التزموا الالتزام الشكلي: {عَلَى خَوْفٍ.....} إن أصحاب الإيمان الذي يقوم على غير أصل ثابت، تضطرب قلوبهم عند لمعان السيوف أو بريق الذهب والفضة.. تضطرب قلوبهم عند الخوف وعند الرجاء.. عند الشدة وعند الرخاء.. عند المحنة وعند النعمة...
وقال أحدهم .. من دخل إلى الطريق من السّلويات والأعمال لايثبت , إنّما يثبت من دخل الطّريق بالمُعتقدات ...
وقال آخر .. لايرجع عن الطّريق من وصل إنّما يرجع من رَجع عنه...
هذه عبارات أذكرها ليس بنصّها فيما معناها ...
لكنّها تُشير إلى ضرورة إصلاح المنبع الذى يضخّ إشارة العَمل لباقى الجَوارح ,
ويُحدّد مصيرك بين يدى الله سبحانه وتعالى ..
قال عزوجل "يوم لاينفع مالٌ ولابنون , إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم"
وإذا أردنا أن نعلم ماهو أخلص العمل وأصوبه..
نتأمّل قول الفضيل بن عياض حين سئل ما أخلص العلم. وماأصوبه؟
قال: إن العمل اذا كان خالصاً ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان
صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتي يكون خالصا صوابا.
والخالص ان يكون لله.
والصواب ان يكون علي السنة
____
إذن سنقف فى هذا الجَناح والذى كنّيته بـ"الطّريق إلى الإخلاص"
لنُعالج نواقض الإخلاص ونُورد أسبابها ,من رياء-وابتغاء شهرة - وسوء الأدب مع الله - وكذب النيّه وغيره..
سنُفتّش فى قُلوبنا عن تلك الأمراض الخفيّة التى تسرق منّا السّلامة والنّجاه
ثمّ نُورد شيئاً من نماذج أحوال السلف مع الإخلاص...
فبالله التّوفيق , عليه توكّلت وإليه أُنيب
(وأعوذ بالله أن أُذكّركم به وأنساه)
إنّ العَبد حين يبغى السّير إلى ربّه تبارك وتعالى يخطو خطوات مُبعثره ولايتفطّن لأصل الأمر , فنجد من قضى فى الإلتزام عُمراً مديداً ويُختم له بخاتمة السّوء
أعاذنا الله وإيّاكم من سُوء المآل والمُنقلب..
ومن أخذ ظاهر التطّوع والإستقامة وتخذله نفسه حين تُسدل السّتائر فينتهك الحُرمات..
ونلقى منْ عرف الطّريق وكُلّما همّ بالسّير قَعدت نفسه وتثاقلت همّته إلى الأرض...
إنّنا جميعاً بيْن مُسرفٍ على نفسه بالخطايا وبيْن مُقتصد وبين سابق بالخيرات
نجد من يتعثّر كثيراً , ومن يقف طويلاً ومن يتقدّم بخطوات مُتباطئة ومن يُسابق الرّيح المُرسله..
فقد قال الشيخ السعدى فى قوله تعالى :
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } [فاطر : 32] .
اشترك هؤلاء الثلاثة في أصل الإيمان ، وفي اختيار الله لهم من بين الخليقة ، وفي أنه منَّ عليهم بالكتاب ، وفي دخول الجنة.
____
فالسّائرين تتفاوت مراتبهم ودرجاتهم بهذا نود أن نَصل إلى أصل الأمر , حتّى لاتضيع الجُهود سُدى ونلتمس أسباب الخاتمة الطّيبه والحياة المُباركه ...
فالأصل الأوّل : هُو الإخلاص
حيث قال عزوجل "قل إنّما أنا بشر مثلكم يُوحى إلىّ أنّما إلاهكم إلاهٌ واحد فمن كان يرجو لقائه ربّه فليعمل عملاً صالحاً ولايُشرك بعبادة ربّه أحدا"
وقد ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم الحديث "إنّما الأعمال بالنّيات وإنّما لكل امريء مانَوى"
والأصل الثّانى هُو المتُابعه
حيث قال عزّوجل"قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعونى يُحببكم الله"
وقال سبحانه "وإن تُطيعوه تهتدوا.."
__________
هذه الأُمور مبدأ مَسلكها من القلب لتنخرط الجَوراح تِبعاً لذلك فى عَملٍ يُرجى له القبول ان شاء الله..فالإخلاص محلّه القلب والمُتابعه محلّها القلب إذ هى الدّافعه إليها
ولأنّنا نبحث عن الثّبات بعد معرفة الطّريق ..نعود لنُأصّل فى عقيدتنا هذين الأصلين
"اخلاص واتّباع"
وأشدّ العباد إخلاصاً لله تبارك وتعالى ومُتابعة لهدى نبيّه عليه الصلاة والسلام أقربهم إلى النّجاة بإذن الله".....وهذا الطّريق لايحتاج كثير عمل كما يحتاج عظيم إخلاص وصلاح قلب.!
فكما قد قيل "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم"
نحاول بإذن الله أن نُعالج أخطر قضايا القلب وهى "الإخلاص"
سأل احد طلاب العلم شيخه لماذا يا شيخنا بعض الناس بعد ان يلتزموا يعودون أسوأ مما كانوا ويتركوا الالتزام ؟؟
فقال له السر فى المعرفة .. قال كيف ؟؟
فرد قائلا من عرف وصل ومن وصل ذاق حلاوة الايمان ثم غرف منها ومن تسألنى عنهم ما عرفوا الله حق معرفته ولو عرفوه ما رجعوا ....
ويقول فضيلة الشيخ :حسين يعقوب حفظه الله... وأقول للإخوة الذين التزموا الالتزام الشكلي: {عَلَى خَوْفٍ.....} إن أصحاب الإيمان الذي يقوم على غير أصل ثابت، تضطرب قلوبهم عند لمعان السيوف أو بريق الذهب والفضة.. تضطرب قلوبهم عند الخوف وعند الرجاء.. عند الشدة وعند الرخاء.. عند المحنة وعند النعمة...
وقال أحدهم .. من دخل إلى الطريق من السّلويات والأعمال لايثبت , إنّما يثبت من دخل الطّريق بالمُعتقدات ...
وقال آخر .. لايرجع عن الطّريق من وصل إنّما يرجع من رَجع عنه...
هذه عبارات أذكرها ليس بنصّها فيما معناها ...
لكنّها تُشير إلى ضرورة إصلاح المنبع الذى يضخّ إشارة العَمل لباقى الجَوارح ,
ويُحدّد مصيرك بين يدى الله سبحانه وتعالى ..
قال عزوجل "يوم لاينفع مالٌ ولابنون , إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم"
وإذا أردنا أن نعلم ماهو أخلص العمل وأصوبه..
نتأمّل قول الفضيل بن عياض حين سئل ما أخلص العلم. وماأصوبه؟
قال: إن العمل اذا كان خالصاً ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان
صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتي يكون خالصا صوابا.
والخالص ان يكون لله.
والصواب ان يكون علي السنة
____
إذن سنقف فى هذا الجَناح والذى كنّيته بـ"الطّريق إلى الإخلاص"
لنُعالج نواقض الإخلاص ونُورد أسبابها ,من رياء-وابتغاء شهرة - وسوء الأدب مع الله - وكذب النيّه وغيره..
سنُفتّش فى قُلوبنا عن تلك الأمراض الخفيّة التى تسرق منّا السّلامة والنّجاه
ثمّ نُورد شيئاً من نماذج أحوال السلف مع الإخلاص...
فبالله التّوفيق , عليه توكّلت وإليه أُنيب
(وأعوذ بالله أن أُذكّركم به وأنساه)
5 التعليقات:
جزاك الله خيرا اختي ووفقك لما يحب ويرضى ونفعك بما علمك ونفع بك
الموضوع يعجبني كثيرا فهو تذكرة لطيفه
واسأل الله ان يجعلنا من السابقين للخيرات والله المستعان
هو من كتابات أختي الحبيبة (راجية عفو ربي)
أسأل الله أن يوفقها فيه و ينفع بها
و جزاك الله خيرا أختي الحبيبة
و داومي على مرورك فهو يسعدني
أحبكِ الله و نفع بكِ
مدونتكم جميلة وجذابة احبها ويعجبني تطورها اسال الله ان يتقبلها منكم ويجعلها في ميزان حسناتكم
اللهم آمين
نسألكِ الدعاء لنا بالإخلاص
حياك الله اختى hope18أنرت بطيب مرورك , نسأل الله ان يجعلها ذخرا عند الله تعالى , وان ينفعنا واياكم , لاحرمنى الله منك اختى الغاليه باسمك احيا
لا تنسى ان تترك تعليقا..فبكلمة طيبة منك او نصيحة مهذبة قد تغير مسار حياة كاملة